أثارت الأضواء الشمالية Northern Lights الخوف والاهتمام لدى الناس منذ زمن سحيق، و كما تقول الأسطورة الفنلندية الشعبية فإن هذه الأضواء هي بسبب ثعلب قطبي كان يركض في الهضاب والجبال فعلق ذيله الكثيف في زوابع الثلج فنثر في السماء ذيلاً من شرر. لهذا تسمى الأضواء الشمالية في فنلندا "ريفونتيوليت" أي نيران الثعلب، وهو اسم مشتق من هذه الأسطورة.
تتطور الأضواء الشمالية، أحياناً، إلى صخب من الألوان والأضواء المتراقصة في المساء. حيث تتحرك المنحنيات وأضواء الشفق القطبي الشمالي عبر السماء بسرعة، يتداخل فيها اللون الأخضر مع موجات متحركة من اللون الأحمر والأزرق والبنفسجي. ولا يمكنك أن تفوت الاستمتاع بمثل هذا المشهد إذا ما صدف أن كنت خارج البيت حين حدوث ذلك.
يشاهد، أثناء ذروة انفجار الأضواء، لون أحمر في الغرب. ويستمر نشاط العرض ثلاث ساعات رغم أن بهاءه يتضائل تدريجياً بمرور الزمن. ويُعوض المرء عن طول انتظاره بمشهد تصويري رائع وأعمدة مائلة إلى الزرقة يمكن مشاهدتها عند انبلاج الفجر.
وأفضل وقت لمشاهدة عروض أضواء الشمال في سماء الشمال هو مابين الساعة التاسعة ومنتصف الليل. ويمكن رؤية أضواء الشمال، أثناء التداخلات المغناطيسية منذ المساء حتى الصباح، وبعبارة أخرى منذ الغسق حتى الفلق.
أسباب تشكل الشفق القطبي
من المعروف أن هناك علاقة متبادلة بين البقع الشمسية والأضواء الشمالية. تتعاظم هذه العلاقة أثناء ذروة البقع الشمسية أكثر مما تكون في حضيضها، وتكون الريح الشمسية وهي تيار من البلازما محمل بالبروتونات والإلكترونات في ذروة شدتها وعدم استقرارها. ويلتقط المجال المغناطيسي الأرضي بعض هذه الجسيمات فتسير مع اتجاه القوة المغناطيسية إلى الطبقة الأيونية وتصطدم بغازات الأوكسجين والنتروجين والهيدروجين الموجودة هناك.
يظهر اللون الأحمر والأخضر عندما تصطدم الجسيمات المشحونة بالإلكترونات بذرات الأكسجين، وتظهر ظلال زرقاء عندما تصطدم هذه الجسيمات بجزيئات النتروجين. وتصل سرعة الرياح الشمالية إلى (900) كم في الثانية.
من السهل في هذه الأيام، التنبؤ بزمن ظهور الأضواء الشمالية لأن الأقمار الاصطناعية تلتقط باستمرار صوراً لأنشطة الشمس. تستغرق الجسيمات الصادرة عن الشمس ثلاثة أيام حتى تصل إلى جو الأرض ويمكن مراقبة الوضع باستخدام الأقمار الاصطناعية التي تدور قريبة حول الأرض.
الشفق القطبي والذي هو مزيج من الالوان الخلابة يتشكل على القطبين الشمالي والجنوبي للكرة الأرضية و يعرف أيضا بالأسماء التالية الفجر القطبي او الأضواء الشمالية و هو من الظواهر الجميلة التي تضفي البهجة على ناظرها كما يسمى باللغة الانجليزية بأرورا أي ضوء الصبح.