ولان التفكير في تجارة دولية تسوق في ما وراء البحار وتعتمد على وسائل النقل الحديثة والسريعة فقد جاءت فكرة تربية الخيول كتجارة بديلة فكرة مناسبة ،
لذا فقد شرع الظفاريون في تربية الخيل ومع الوقت ولان البلاد كانت خصبة وكثيرة الاعشاب بسبب الامطار الموسمية ( فصل الخريف ) فقد راجت تجارة الخيل وأصبحت ثروة هامة وأساسية في اقتصاد البلاد ،
وكانت تصدر من( ميناء مرباط ).
ويقول محمد بن هاشم في كتابه حضرموت تاريخ الدولة الكثيرية ص 17 .
( سميت مرباط مرباطاً لكثرة ما يربط بها من الخيل وكانت متجراً للخيول العربية مع الهند والسند .
وكان يباع الفرس فيها بمائتين أو ثلاثمائة ريال فضة ( ماري تريزا ) كما قام البروفيسور سارجنت بدراسة نص يقول ( بان ظفار كانت مركزاً لتجارة الخيول ومن بلاد الهند والسند تاتي الاساطيل الموسمية سنوياً لشراء الخيول ) .
لقد نشطت هذه التجارة واصبحت ظفار سوقاً عاماً يرد إليه أهل المواسم التجارية من بلاد السند والهند واليمن ،
وكذا تاتيها القوافل من حضرموت والبلاد العربية المجاورة لتروج بها البضائع والامتعة وتعود محملة بحاجتها من هذا السوق النشط إلا ان تجارة الخيل واللبان وزيت السردين ( الصيفة ) منعت في اواسط القرن السادس عشر الميلادي وبالتحديد في الفترة الواقعة بين 1516 – 1569 م ) ،
ولاسباب لم يعرف عنها شئ بعد وبالرغم من الافراج عن اللبان وزيت السردين ،
إلا ان الحظر على تجارة الخيل بقي سارياً مما ادى إلى انهيار هذه التجارة التي كانت تعود على البلاد بالفائدة ،
وبهذا وجهت ضربة قاصمة لظفار .
وكانت خسارتها فادحة ، إذ ان المشاريع الزراعية التي كانت تعتمد على الناتج عن تجارة الخيل أصيبت بالخراب عندما توقفت هذه التجارة وضعف النشاط التجاري البحري .
يقول باولو . أم . كوستا في كتابة ( دراسة لمدينة ظفار ) لقد ادى إندثار النشاط البحري التجاري في ظفار إلى تغيير جذري في اقتصاديات الاقليم ،
حيث سرعان ما تبدل الحال ولم يتعد الاقتصاد سوى ذلك الذي يعتمد على الزراعة وتربية الحيوانات وصيد الأسماك على نطاق ضيق0